الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: تعليق مختصر على كتاب لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد **
تعليق مختصر على كتاب لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد حقوق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه محمد بن صالح العثيمين
أفضل الخلق عند الله الرسل، ثم النبيون، ثم الصديقون، ثم الشهداء، ثم الصالحون. وقد ذكر الله هذه الطبقات في كتابه في قوله: وأفضل الرسل أولوا العزم منهم، وهم خمسة: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد عليهم الصلوات من الله والتسليم، وقد ذكرهم الله في موضعين من كتابه في "الأحزاب": وأفضلهم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ثم إبراهيم؛ لأنه أبو الأنبياء وملته أصل الملل، ثم موسى؛ لأنه أفضل أنبياء بني إسرائيل وشريعته أصل شرائعهم، ثم نوح وعيسى لا يجزم بالمفاضلة بينهما لأن لكل منهما مزية.
اختص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بخصائص نتكلم على ما ذكر المؤلف منها: 1- خاتم النبيين؛ لقوله تعالى: 2- سيد المرسلين وسبق دليله. 3- لا يتم إيمان عبد حتى يؤمن برسالته؛ لقوله تعالى: 4- لا يقضى بين الناس إلا بشفاعته، وسبق دليل ذلك في الشفاعة. 5- سبق أمته الأمم في دخول الجنة لعموم قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : 6- صاحب لواء الحمد، يحمله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم القيامة ويكون الحامدون تحته، لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: 7- صاحب المقام المحمود، أي: العمل الذي يحمده عليه الخالق والمخلوق؛ لقوله تعالى: 8- صاحب الحوض المورود، والمراد الحوض الكبير الكثير واردوه، أما مجرد الحياض فقد مر أن لكل نبي حوضًا. 9- 11- إمام النبيين، وخطيبهم، وصاحب شفاعتهم؛ لحديث أبي بن كعب أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: 12- أمته خير الأمم؛ لقوله تعالى:
الصحابي من اجتمع بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مؤمنًا به ومات على ذلك. وأصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أفضل أصحاب الأنبياء؛ لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : وأفضل الصحابة المهاجرون لجمعهم بين الهجرة والنصرة، ثم الأنصار. وأفضل المهاجرين الخلفاء الأربعة الراشدون: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم. فأبو بكر هو الصديق عبد الله بن عثمان بن عامر من بني تيم بن مرة بن كعب، أول من آمن برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الرجال وصاحبه في الهجرة، ونائبه في الصلاة والحج، وخليفته في أمته، اسلم على يديه خمسة من المبشرين بالجنة عثمان، والزبير، وطلحة، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، توفي في جمادى الآخرة سنة 13هـ عن 63 سنة وهؤلاء الخمسة مع أبي بكر، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، هم الثمانية الذين سبقوا الناس بالإسلام قاله ابن إسحاق يعني من الذكور بعد الرسالة. وعمر هو أبو حفص الفاروق عمر بن الخطاب من بني عدي بن كعب بن لؤي، أسلم في السنة السادسة من البعثة بعد نحو أربعين رجلًا وإحدى عشرة امرأة، ففرح المسلمون به وظهر الإسلام بمكة بعده. استخلفه أبو بكر على الأمة فقام بأعباء الخلافة خير قيام إلى أن قتل شهيدًا في ذي الحجة سنة 23هـ عن 63 سنة. وعثمان هو أبو عبد الله ذو النورين عثمان بن عفان من بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. أسلم قبل دخول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دار الأرقم كان غنيًا سخيًا، تولى الخلافة بعد عمر بن الخطاب باتفاق أهل الشورى إلى أن قتل شهيدًا في ذي الحجة سنة 35هـ عن 90 سنة على أحد الأقوال. وعلي وهو أبو الحسن علي بن أبي طالب، واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب، أول من أسلم من الغلمان، أعطاه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الراية يوم خيبر ففتح الله على يديه، وبويع بالخلافة بعد قتل عثمان رضي الله عنهما، فكان هو الخليفة شرعًا إلى أن قتل شهيدًا في رمضان سنة 40هـ عن 63 سنة. وأفضل هؤلاء الأربعة أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما: وأحقهم بالخلافة بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبو بكر رضي الله عنه؛ لأنه أفضلهم وأسبقهم إلى الإسلام، ولأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قدمه في الصلاة، ولأن الصحابة رضي الله عنهم أجمعوا على تقديمه ومبايعته ولا يجمعهم الله على ضلالة، ثم عمر رضي الله عنه لأنه أفضل الصحابة بعد أبي بكر، ولأن أبا بكر عهد بالخلافة إليه، ثم عثمان رضي الله عنه لفضله، وتقديم أهل الشورى له وهم المذكورون في هذا البيت. ثم علي رضي الله عنه لفضله، وإجماع أهل عصره عليه. وهؤلاء الأربعة هم الخلفاء الراشدون المهديون الذين قال فيهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : وقال: فخلافة أبي بكر رضي الله عنه سنتان وثلاثة أشهر وتسع ليال من 13 ربيع الأول سنة 11هـ إلى 22 جمادى الآخرة سنة 13هـ. وخلافة عمر رضي الله عنه عشر سنوات وستة أشهر وثلاثة أيام من 23 جمادى الآخرة سنة 13هـ إلى 26 ذي الحجة سنة 23هـ . وخلافة عثمان رضي الله عنه أثنتا عشرة سنة إلا اثني عشر يومًا من 1 محرم سنة 24هـ إلى ذي الحجة سنة 35هـ. وخلافة علي رضي الله عنه أربع سنوات وتسعة أشهر من 19 ذي الحجة سنة 35هـ إلى 19 رمضان سنة 40هـ. فمجموع خلافة هؤلاء الأربعة تسع وعشرون سنة وستة أشهر وأربعة أيام. ثم بويع الحسن بن علي رضي الله عنهما يوم مات أبوه علي رضي الله عنه، وفي ربيع الأول سنة 41هـ سلم الأمر إلى معاوية وبذلك ظهرت آية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قوله:
|